
حلم 1 __________________الامتحان __________________
كنت أستعد للذهاب إلي الامتحان..معي القلم..المسطرة.. الممحاه، نظرت للساعة...قد حان الوقت..الأمتحان يقترب... تركت كل شيء... وجريت..في طريقي للمدرسة...
الطريق مستقيم طويل ... وكأنه لا ينتهي..الوقت يمر... والعرق علي الجبين يتطاير ...أقترب سور المدرسة...والوقت يمر... وصلت إلى البوابة... وجدت أصدقائي..يتسكعون أمام البوابة...
فصرخت: هيا إلي الأمتحان..الوقت تأخر...
نظروا إلي وكأنني مجنون...وقالوا :الأمتحان!!
ووضع أحدهم يده علي كتفي وضحك قائلا:
ــ النهاردة أول يوم في العام الدراسي.....
ذهلت وتعجبت..ولكن مازال العرق عل جبينى مستمر......
***************************
حلم 2 __________________الشيخوخة __________________
جلست على كرسي الخشبي العتيق...هانذا هنا في منزلي المتهالك..أحتفل بعيد ميلادي الستين...
أجلس وحدي في منزلي المتحطم..
أجلس ومعي صندوق ذكرياتي..
أجاهد لأفتح الصندوق بمفتاحي النحاسي الأصفر...
أفتح الصندوق..أمسك صوري أجدها بيضاء...
ما هذا لا اصدق....
كل الصور بيضاء...
أنتزع من الصندوق جواباتي ومراسلاتي مع حبيبتي القديمة ...
أجد الورق أبيض.....
رميت الصندوق...ودمعة حزن تسيل على جفني...
وأكتشف أن كل حياتي الماضية كلها تساوي صفر...
أصبحت أملك ذاكرة فارغة بيضاء...
***************************
حلم 3_________________ البحر __________________
كنت أمشي علي شاطي البحر الهادي..بحرنا يدعي هكذا (البحر الهادي) ...أركل حجر صغير أمامي..وكل مرة يأتي الموج محاولا أن يلاطفني في قدمي.ولكنه في سرعة يختفي كما ظهر...وفجاة سمعت صرخة كبيرة آتية من قلب البحر...فرآيت رجلا يستغيث ومحاط بأربعة من الفتيات فاتنات الجمال.دققت النظر..فأكتشفت أن هذا الرجل هو كريم صديقي العزيز..
فوجت نفسي أخلع ملابسي وأردت أن أنقذه..ولكني تذكرت أني لا أعر ف العوم..
كريم تزداد صرخاته تخرج دماء من جسده..وجدت الفتيات تبرز أنياب ومخالب..وتكاد تفتك بصديقي,,,تجمدت في مكاني لا أعرف ماذ أفعل..رأيت مركب صغير بجانب الشاطيء..جريت نحوه ولكني توقفت مصعوقا فقد كانت جثة كريم صديقي بداخله وقلبه منزوع من مكانه....
نظرت مرة أخري لم أري كريم في البحر ولم أري فتيات البحر المسعورات...
***************************
حلم 4 __________________الحذاء __________________
كنت أمارس رياضة المشي في الشارع كعادتي كل صباح...حول البيت.. وكلما أعبر بجانب أحد...أراه يضحك..ويشير علي ..فتعجبت من موقف الناس مني... فنظرت إلى ما يشيرون فرأيت نفسي حافيا دون حذاء ...فخجلت من نفسي..واتجهت بسرعة إلى منزلي مرة اخري..ووضعت المفتاح في الباب ..فلم يفتح..فسمعت حركة من الداخل ..فظننت أنه يوجد لص بالداخل..وقبل انا افعل شيء..خرج من الباب رجلا ضخم الجثة.....فقال بصوته الأجش:ماذا تريد؟
قلت له"ماذا أريد؟..هذا بيتي..
قال: أنه بيتي انا..هيا أذهب من هنا...
خرجت من البيت ..وأنا متأكد انه بيتي..ولكن لم أستطيع فعل..شيء...
نظرت للأسفل ..فوجدت الحذا ء في قدماي..فضحكت وخرجت من الشارع كله...
***************************
حلم 5_______________ قطار الرحيل _________________
رأيت حبيبتي تخطو فوق الرصيف العالي..وكأنها تحادث نفسها..تضحك تارة..وتبكي تارة أخري..حاولت أن أقترب منها..لم أستطيع..حاولت مرة ثانية وثالثة ورابعة..ولكنى لم أفلح..فاستسلمت وظللت أراقبها...إلى أن وصلت لكوبري فوق البحر..فتدلت بنصفها الأمامي تنظر شاخصة في مياه البحر..تسرب لقلبي شعور باليأس..في محاولة إنقاذها من المجهول..وقبل أن تقفز..والدموع تتساقط من عينيها وتنظر للقمر وكأنها تناجيه كما كنا نفعل في الأيام الخوالي..وقبل أنا أحاول أنقذها.. أمسكني رجلا متشحا بالسواد من تلابيبي..وقال بصوت عميق:أنت هنا ..لقد يئست من إيجادك..هيا فلقد تحرك القطار...قطار الرحيل من هذه الدنيا..وأنت تهرب من أيام ..لما لا تقتنع بأنك ميت منذ زمن..هيا بنا..هيا..
استلمت له وأنا عائدا معه نظرت إلى الخلف..لم أجد حبيبتي فوق الكوبري..فعرفت أنني سأقابلها قريبا..
***************************
حلم 6 __________________ المرآه__________________
تأنيت في خطواتي أمام المعجبين.. وتأملتهم في غرور وعظمة..فرأيتهم يلتقطون لي الصور وهم سعداء يلوحون لي ويشيرون نحوي ..توجهت نحو الستارة الضخمة التى جئت خصيصا لأفتتح ما وراء الستارة، ذلك الشيء الغامض الذي تكلم عنه الناس منذ زمن...وعندما بدأت في جذب الستارة..بدأ القوم يصفقون في جذل وحماس كبيران..ولكني أصابتني الصاعقة وأنا أري أمامي مرآة ضخمة..ولكن ليس هذا الذي أدهشني ..وإنما وجدت نفسي عاريا دون ملابس وأنا أنظر إليها..حاولت غلق الستارة مرة أخري..حتى لا يري المعجبون ذلك الموقف المخجل ..ولكني لم أستطيع..وأستمر الهتاف والتصفيق يدوي في أذني ..
***************************
حلم 7 ________________ الكرسي__________________
جلست على كرسي الوزارة أتحسسه ..فقد كان المنصب الجديد ينعكس مظهره ورونقه على وجهي السعيد..تذكرت أيام شقائي الماضية...تذكرت النفاق والرياء والأكاذيب والمجاملات التافهة..وكم عانيت من تغيير الأقنعة حتى أتقلد المناصب ..ومن قتل ضميري الصارخ ألف مرة حتى أصل لهذه الدرجة الرفيعة..جاءوا الموظفين الكبار يهللون ويتغنون بأمجادي ويتغزلون بأعمالي وبطولاتى{كما يقولون! }..وعندما خرجوا أحسست بضيق وصعوبة في التنفس والعرق يسيل من خلف ظهري..أدرت التكييف..ولكن حرارتي ارتفعت..تشبثت بالكرسي الجديد..ولكن قلبي لم يسعفني وتوقف عن الدوران..ووقعت تحت الكرسي وعلى شفتي ابتسامة نادمة عن كل ما حدث...
***************************
حلم 8__________________ الكنز __________________
وجدت نفسي في طريق مظلم ..كل خطوة فيه تصدر منى آهة خافته ..أكتشف أنني أخطو على طريق من الزجاج المكسور..أمامي الكنز المفقود في نهاية الطريق..شيطاني يردد في داخلي :أستمر..أستمر..
أتبع شيطاني وأمشي على الزجاج..والدماء تسيل ..والآهات تعلو وتعلو..أستمر ..أستمر..
يختلط الدم بالزجاج فيلمع الزجاج تحت أضواء السماء السوداء..وقبل أن أصل إلي الكنز بخطوة..كانت أخر قطرة من دمي نفذت..وخرج أخر نفس في صدري..
***************************
حلم 9 __________________ القاعة__________________
دخلت القاعة وأنا مبهور الأنفاس .. متهدج الصوت..متوتر ..بما سأشهده في الداخل من عالم مختلف تماما عن الخارج..فهنا الصفوة من القوم..سأكل أكلهم وأشرب شربهم وأفعل مثلهم..فقد عبرت الخط ما بيننا وبينهم..حاولت أتعرف عليهم أتحدث إلي أحدا منهم.ولكنهم لم يجبوني ولم يعيروني أدني اهتمام..وكأني هواء لا أحتل إي فراغ..
صرخت حتى أجذب انتباههم ..ولكن دون جدوى..فتحت بوابات القاعة وخلعت عني ملابس الصفوة..وعدت إلي مكاني ..حتى أحس بقيمة وجودي..
***************************
حلم 10__________________ القطيع _________________
تعلقت بيد أمي ونحن نمشي وسط القبيلة في طريق ضيق..وأخذت أقفز حولها وأبعد تارة وأقترب منها تارة..فرحا سعيدا بهذه الرحلة المفاجئة..وقلت لها: إلي أين نذهب يا أمي؟
: لا أعرف.. فقلت:ولماذا رجال قبيلتنا يسرعون في الخطي.. :لا أعرف..
فازدات حيرة: أهم خائفون من شيء .. :من المجهول..
ومن هو المجهول..عادت لجملتها المقتضبة :لا أعرف..
وقبل أن ألتفت للعب مرة أخري..أحسست بالدماء تسيل على يدي .وجسدا يرتطم بي ويغطيني ..وفي الظلمة المصطنعة سمعت صرخات الرجال قبل النساء..وأصوات تراشق الأسهم في الهواء.. وأصوات وحشية مخيفة وكأنها قادمة من قلب الجحيم..تحوم حولي تتشح برياح باردة مميتة..حاولت أن أخرج من الظلمة ولكني لا أستطيع..خرجت بعد ساعة ..فوجدت قبيلتي مُبادة على أخرها.. ورأيت جسد أمي البارد الذي كان يغطيني ويحميني حتى في مماتها..وسمعت زئير قادم من بعيد..فانكمشت حول نفسي واحتضنت جسد أمي الفارغ كفرع شجرة..
***************************
حلم 11_________________ المجهول _________________
عدت مبكرا من درس اللغة الإنجليزية..وقد كنا انتقلنا جديد في هذا الشارع..وقبل أنا أدخل إلي المنزل، يجب أن أعبر هذه الحارة الطويلة المظلمة، وأنا في وسطها أحسست بأشياء تبعث أحساسات كريهة ، تجعلها تطفو على الجلد.. حملقت في أخر الحارة فرأيتهم أمامي، تراجعت للخلف ولكني تجمدت مكاني؛ لأن بعض منهم يقفون من الناحية الأخره.. ألقيت بالكتب على الأرض، وجلست مكاني منتظر مصيري.
***************************
حلم 12__________________ العجز __________________
تأملت البحر الأزرق الشفاف أمامي ...ونظرت إلي الأفق البعيد..فلم أجد ما أبحث عنه...أمسكت حفنة من الرمال البيضاء ..أحسست بقوتها في قبضتي ...وشعرت بالنعومة في نفس الوقت عندما تركتها تنسال من بين أصابعي ...يا آلهي ..ما الذي افعله هنا...ومن أتى بي إلي هذا المكان الساحر...
لعله القدر..لعله أنا...من قُدت نفسي إلي هنا...لا أدري...
لماذا لم أتى له منذ زمن ..رغم أنى أعرفه جيدا ..وأمر به بسيارتي كل يوم...لماذا لم أتمكن من اكتشاف هذه الطبيعة الساحرة؟!...
المياه تناديني ...والأمواج تطلق تحديها على الصخور وتطلب نزولي إليها لمنازلتها في هذه الحلبة الزرقاء الكبيرة..كدت أن أتحرك ولكن قدماي لم تلبي أوامري ..حاولت مرة أخري....
أفقت من غفلتي ..ووجدت أنني أجلس على كرسي المتحرك..فوق الصخرة..وعاجز تماما عن الحركة..
عندها عرفت لماذا لم أتى إلي هنا؟..وعرفت أيضا أن الطبيعة تنادي من لديه الإحساس بها ..وليس العكس.
***************************
حلم 13__________________ الفراق _________________
صوت البحر يملأ أذني ، وحبيبتي بجواري أتأملها ، تنظر لي باسمه، " هيا نمشي قليلا" هي قالت ذلك، خطونا فوق حبات الرمال اللامعة المبللة بدموع البحر الجريح الثائر، لا ندري أن كانت تلك دموع الفرح لبقائه أمد الدهر صامدا، أم دموع الحزن لوحدته الأبدية يتخبط بين صخوره وشواطئه، تحدثنا كثيرا، أنا وهي، حلمت بعش صغير، وبأولاد وبأسرة ، ثم نظرت لي وهي تضحك " هيا نسبح قليلا" هي قالت ذلك، خلعنا ملابسنا، المياه باردة، حملتها فوق ذراعي، ضحكاتها ترن في عقلي ، قطرات المياه المبللة تتساقط من فوق عينيها ، أسنانها البيضاء تملأ وجهها الخمري، أحس البحر بالغيرة، موجاته ازدادت ارتفاعا، ضحكاتها مازالت تملأ جنبات البحر، تهرب مني بدلال، أحاول أن أمسكها، تتراجع في خفه، رغم علو البحر وغضبه، أختفت تحت موجه عالية، ظلت ابتسامتي على وجهي ثابتة، تلفت حولي متصورا أنها تلعب معي ومختفية تحت الماء، ناديت عليها لم أجدها، هدأت موجات البحر الغادرة، وسكت البحر عن صرخاته ، وتركتي وحيدا ، بعد أن أخذ حبيبتي، شممت رائحة السخرية وأنا أخرج إلي اليابس، " هي نفترق قليلا" هي قالت ذلك.
***************************
حلم 14_________________ اللحمة _________________
دخلت السوق المزدحم، وتعجبت من هذا الازدحام الشديد، على الرغم من ازدحام السوق كل يوم، ولكن هذه المرة ازدحام فوق العادة، اخترقت الكتل البشرية الثقيلة وكأنها مازالت تتعلم الخطو، سمعت صوت الرجل في مكبر الصوت وهو ينادي على بضاعته،" حطمنا كل الأسعار ، الكيلو ب 5جنيه ، كيلو اللحم ب م 5جنيه، أقرب يا غلبان، أكل ولادك ب5 جنيه"..
اقتربت أكثر وأنا سعيد وغير مصدق، كيلو اللحم ينخفض من 40 إلي 5 جنيه ، كيف يعقل هذا؟، وجدت نصبة كبيرة وحولها الناس صفوف منتظرين نصيبهم من هذه اللحمة الرخيصة، دققت النظر في اللحم المعروض، أغمضت عيني وفركتها ثم نظرت مرة أخري، أطلقت صيحة فزع وأنا أتراجع ، اكتشفت أن اللحمه المعروضه ما هي إلا بني أدمين معلقين على خطا طيف بدون رؤوس ومسلوخين تماما عن جلودهم ، رأيت صبي الجزار يقطع ذراع ثم يضعها على الميزان ويصرخ قائلا : 3 كيلو آقطع يا أستاذ..
هربت من كل هذا ، ودخلت محل الجزارة الذي أتعامل معه دائما ، فحمدت الله عندما وجدت لحم البهائم معلقا كما هو، وتعلق نظري بصاحب المحل ، وكأنها تستغيث به من هذا الجمع المتوحش خارج المحل ، سألته عن الذي يحدث خارجا ، فرأيته حزينا لكساد بضاعته منذ عرض اللحوم الرخيصة في تلك الشوادر حول السوق كله، ولكنه تلفت يمينا ويسارا وقال لي في خفوت: أنا أعرف طلبك يا بيه ، تعال معي ..
وجذبني لداخل المحل وفتح الثلاجة الضخمة .. وقال : أنا عارف أنك بتحب لحمة الرأس ، أختار اللي أنت عايزه، وأنا هشفيه وأجهزه.
هنا فقط تجمد الدم في عروقي وتقيأت ما بجوفي ، من هول ما رأيته ، رأيت رؤوس بني آدميين مكومة فوق بعضها متلطخة بالدم الأحمر الأسود المتجلط.
نظرت للمعلم ، ثم تركته دون أن أنطق بكلمة واحدة .
***************************
أحمد الفلكي
-------------------------
مصر لسه بخير
-------------------------
فليتحرك القطار من المحطة................
كنت أستعد للذهاب إلي الامتحان..معي القلم..المسطرة.. الممحاه، نظرت للساعة...قد حان الوقت..الأمتحان يقترب... تركت كل شيء... وجريت..في طريقي للمدرسة...
الطريق مستقيم طويل ... وكأنه لا ينتهي..الوقت يمر... والعرق علي الجبين يتطاير ...أقترب سور المدرسة...والوقت يمر... وصلت إلى البوابة... وجدت أصدقائي..يتسكعون أمام البوابة...
فصرخت: هيا إلي الأمتحان..الوقت تأخر...
نظروا إلي وكأنني مجنون...وقالوا :الأمتحان!!
ووضع أحدهم يده علي كتفي وضحك قائلا:
ــ النهاردة أول يوم في العام الدراسي.....
ذهلت وتعجبت..ولكن مازال العرق عل جبينى مستمر......
***************************
حلم 2 __________________الشيخوخة __________________
جلست على كرسي الخشبي العتيق...هانذا هنا في منزلي المتهالك..أحتفل بعيد ميلادي الستين...
أجلس وحدي في منزلي المتحطم..
أجلس ومعي صندوق ذكرياتي..
أجاهد لأفتح الصندوق بمفتاحي النحاسي الأصفر...
أفتح الصندوق..أمسك صوري أجدها بيضاء...
ما هذا لا اصدق....
كل الصور بيضاء...
أنتزع من الصندوق جواباتي ومراسلاتي مع حبيبتي القديمة ...
أجد الورق أبيض.....
رميت الصندوق...ودمعة حزن تسيل على جفني...
وأكتشف أن كل حياتي الماضية كلها تساوي صفر...
أصبحت أملك ذاكرة فارغة بيضاء...
***************************
حلم 3_________________ البحر __________________
كنت أمشي علي شاطي البحر الهادي..بحرنا يدعي هكذا (البحر الهادي) ...أركل حجر صغير أمامي..وكل مرة يأتي الموج محاولا أن يلاطفني في قدمي.ولكنه في سرعة يختفي كما ظهر...وفجاة سمعت صرخة كبيرة آتية من قلب البحر...فرآيت رجلا يستغيث ومحاط بأربعة من الفتيات فاتنات الجمال.دققت النظر..فأكتشفت أن هذا الرجل هو كريم صديقي العزيز..
فوجت نفسي أخلع ملابسي وأردت أن أنقذه..ولكني تذكرت أني لا أعر ف العوم..
كريم تزداد صرخاته تخرج دماء من جسده..وجدت الفتيات تبرز أنياب ومخالب..وتكاد تفتك بصديقي,,,تجمدت في مكاني لا أعرف ماذ أفعل..رأيت مركب صغير بجانب الشاطيء..جريت نحوه ولكني توقفت مصعوقا فقد كانت جثة كريم صديقي بداخله وقلبه منزوع من مكانه....
نظرت مرة أخري لم أري كريم في البحر ولم أري فتيات البحر المسعورات...
***************************
حلم 4 __________________الحذاء __________________
كنت أمارس رياضة المشي في الشارع كعادتي كل صباح...حول البيت.. وكلما أعبر بجانب أحد...أراه يضحك..ويشير علي ..فتعجبت من موقف الناس مني... فنظرت إلى ما يشيرون فرأيت نفسي حافيا دون حذاء ...فخجلت من نفسي..واتجهت بسرعة إلى منزلي مرة اخري..ووضعت المفتاح في الباب ..فلم يفتح..فسمعت حركة من الداخل ..فظننت أنه يوجد لص بالداخل..وقبل انا افعل شيء..خرج من الباب رجلا ضخم الجثة.....فقال بصوته الأجش:ماذا تريد؟
قلت له"ماذا أريد؟..هذا بيتي..
قال: أنه بيتي انا..هيا أذهب من هنا...
خرجت من البيت ..وأنا متأكد انه بيتي..ولكن لم أستطيع فعل..شيء...
نظرت للأسفل ..فوجدت الحذا ء في قدماي..فضحكت وخرجت من الشارع كله...
***************************
حلم 5_______________ قطار الرحيل _________________
رأيت حبيبتي تخطو فوق الرصيف العالي..وكأنها تحادث نفسها..تضحك تارة..وتبكي تارة أخري..حاولت أن أقترب منها..لم أستطيع..حاولت مرة ثانية وثالثة ورابعة..ولكنى لم أفلح..فاستسلمت وظللت أراقبها...إلى أن وصلت لكوبري فوق البحر..فتدلت بنصفها الأمامي تنظر شاخصة في مياه البحر..تسرب لقلبي شعور باليأس..في محاولة إنقاذها من المجهول..وقبل أن تقفز..والدموع تتساقط من عينيها وتنظر للقمر وكأنها تناجيه كما كنا نفعل في الأيام الخوالي..وقبل أنا أحاول أنقذها.. أمسكني رجلا متشحا بالسواد من تلابيبي..وقال بصوت عميق:أنت هنا ..لقد يئست من إيجادك..هيا فلقد تحرك القطار...قطار الرحيل من هذه الدنيا..وأنت تهرب من أيام ..لما لا تقتنع بأنك ميت منذ زمن..هيا بنا..هيا..
استلمت له وأنا عائدا معه نظرت إلى الخلف..لم أجد حبيبتي فوق الكوبري..فعرفت أنني سأقابلها قريبا..
***************************
حلم 6 __________________ المرآه__________________
تأنيت في خطواتي أمام المعجبين.. وتأملتهم في غرور وعظمة..فرأيتهم يلتقطون لي الصور وهم سعداء يلوحون لي ويشيرون نحوي ..توجهت نحو الستارة الضخمة التى جئت خصيصا لأفتتح ما وراء الستارة، ذلك الشيء الغامض الذي تكلم عنه الناس منذ زمن...وعندما بدأت في جذب الستارة..بدأ القوم يصفقون في جذل وحماس كبيران..ولكني أصابتني الصاعقة وأنا أري أمامي مرآة ضخمة..ولكن ليس هذا الذي أدهشني ..وإنما وجدت نفسي عاريا دون ملابس وأنا أنظر إليها..حاولت غلق الستارة مرة أخري..حتى لا يري المعجبون ذلك الموقف المخجل ..ولكني لم أستطيع..وأستمر الهتاف والتصفيق يدوي في أذني ..
***************************
حلم 7 ________________ الكرسي__________________
جلست على كرسي الوزارة أتحسسه ..فقد كان المنصب الجديد ينعكس مظهره ورونقه على وجهي السعيد..تذكرت أيام شقائي الماضية...تذكرت النفاق والرياء والأكاذيب والمجاملات التافهة..وكم عانيت من تغيير الأقنعة حتى أتقلد المناصب ..ومن قتل ضميري الصارخ ألف مرة حتى أصل لهذه الدرجة الرفيعة..جاءوا الموظفين الكبار يهللون ويتغنون بأمجادي ويتغزلون بأعمالي وبطولاتى{كما يقولون! }..وعندما خرجوا أحسست بضيق وصعوبة في التنفس والعرق يسيل من خلف ظهري..أدرت التكييف..ولكن حرارتي ارتفعت..تشبثت بالكرسي الجديد..ولكن قلبي لم يسعفني وتوقف عن الدوران..ووقعت تحت الكرسي وعلى شفتي ابتسامة نادمة عن كل ما حدث...
***************************
حلم 8__________________ الكنز __________________
وجدت نفسي في طريق مظلم ..كل خطوة فيه تصدر منى آهة خافته ..أكتشف أنني أخطو على طريق من الزجاج المكسور..أمامي الكنز المفقود في نهاية الطريق..شيطاني يردد في داخلي :أستمر..أستمر..
أتبع شيطاني وأمشي على الزجاج..والدماء تسيل ..والآهات تعلو وتعلو..أستمر ..أستمر..
يختلط الدم بالزجاج فيلمع الزجاج تحت أضواء السماء السوداء..وقبل أن أصل إلي الكنز بخطوة..كانت أخر قطرة من دمي نفذت..وخرج أخر نفس في صدري..
***************************
حلم 9 __________________ القاعة__________________
دخلت القاعة وأنا مبهور الأنفاس .. متهدج الصوت..متوتر ..بما سأشهده في الداخل من عالم مختلف تماما عن الخارج..فهنا الصفوة من القوم..سأكل أكلهم وأشرب شربهم وأفعل مثلهم..فقد عبرت الخط ما بيننا وبينهم..حاولت أتعرف عليهم أتحدث إلي أحدا منهم.ولكنهم لم يجبوني ولم يعيروني أدني اهتمام..وكأني هواء لا أحتل إي فراغ..
صرخت حتى أجذب انتباههم ..ولكن دون جدوى..فتحت بوابات القاعة وخلعت عني ملابس الصفوة..وعدت إلي مكاني ..حتى أحس بقيمة وجودي..
***************************
حلم 10__________________ القطيع _________________
تعلقت بيد أمي ونحن نمشي وسط القبيلة في طريق ضيق..وأخذت أقفز حولها وأبعد تارة وأقترب منها تارة..فرحا سعيدا بهذه الرحلة المفاجئة..وقلت لها: إلي أين نذهب يا أمي؟
: لا أعرف.. فقلت:ولماذا رجال قبيلتنا يسرعون في الخطي.. :لا أعرف..
فازدات حيرة: أهم خائفون من شيء .. :من المجهول..
ومن هو المجهول..عادت لجملتها المقتضبة :لا أعرف..
وقبل أن ألتفت للعب مرة أخري..أحسست بالدماء تسيل على يدي .وجسدا يرتطم بي ويغطيني ..وفي الظلمة المصطنعة سمعت صرخات الرجال قبل النساء..وأصوات تراشق الأسهم في الهواء.. وأصوات وحشية مخيفة وكأنها قادمة من قلب الجحيم..تحوم حولي تتشح برياح باردة مميتة..حاولت أن أخرج من الظلمة ولكني لا أستطيع..خرجت بعد ساعة ..فوجدت قبيلتي مُبادة على أخرها.. ورأيت جسد أمي البارد الذي كان يغطيني ويحميني حتى في مماتها..وسمعت زئير قادم من بعيد..فانكمشت حول نفسي واحتضنت جسد أمي الفارغ كفرع شجرة..
***************************
حلم 11_________________ المجهول _________________
عدت مبكرا من درس اللغة الإنجليزية..وقد كنا انتقلنا جديد في هذا الشارع..وقبل أنا أدخل إلي المنزل، يجب أن أعبر هذه الحارة الطويلة المظلمة، وأنا في وسطها أحسست بأشياء تبعث أحساسات كريهة ، تجعلها تطفو على الجلد.. حملقت في أخر الحارة فرأيتهم أمامي، تراجعت للخلف ولكني تجمدت مكاني؛ لأن بعض منهم يقفون من الناحية الأخره.. ألقيت بالكتب على الأرض، وجلست مكاني منتظر مصيري.
***************************
حلم 12__________________ العجز __________________
تأملت البحر الأزرق الشفاف أمامي ...ونظرت إلي الأفق البعيد..فلم أجد ما أبحث عنه...أمسكت حفنة من الرمال البيضاء ..أحسست بقوتها في قبضتي ...وشعرت بالنعومة في نفس الوقت عندما تركتها تنسال من بين أصابعي ...يا آلهي ..ما الذي افعله هنا...ومن أتى بي إلي هذا المكان الساحر...
لعله القدر..لعله أنا...من قُدت نفسي إلي هنا...لا أدري...
لماذا لم أتى له منذ زمن ..رغم أنى أعرفه جيدا ..وأمر به بسيارتي كل يوم...لماذا لم أتمكن من اكتشاف هذه الطبيعة الساحرة؟!...
المياه تناديني ...والأمواج تطلق تحديها على الصخور وتطلب نزولي إليها لمنازلتها في هذه الحلبة الزرقاء الكبيرة..كدت أن أتحرك ولكن قدماي لم تلبي أوامري ..حاولت مرة أخري....
أفقت من غفلتي ..ووجدت أنني أجلس على كرسي المتحرك..فوق الصخرة..وعاجز تماما عن الحركة..
عندها عرفت لماذا لم أتى إلي هنا؟..وعرفت أيضا أن الطبيعة تنادي من لديه الإحساس بها ..وليس العكس.
***************************
حلم 13__________________ الفراق _________________
صوت البحر يملأ أذني ، وحبيبتي بجواري أتأملها ، تنظر لي باسمه، " هيا نمشي قليلا" هي قالت ذلك، خطونا فوق حبات الرمال اللامعة المبللة بدموع البحر الجريح الثائر، لا ندري أن كانت تلك دموع الفرح لبقائه أمد الدهر صامدا، أم دموع الحزن لوحدته الأبدية يتخبط بين صخوره وشواطئه، تحدثنا كثيرا، أنا وهي، حلمت بعش صغير، وبأولاد وبأسرة ، ثم نظرت لي وهي تضحك " هيا نسبح قليلا" هي قالت ذلك، خلعنا ملابسنا، المياه باردة، حملتها فوق ذراعي، ضحكاتها ترن في عقلي ، قطرات المياه المبللة تتساقط من فوق عينيها ، أسنانها البيضاء تملأ وجهها الخمري، أحس البحر بالغيرة، موجاته ازدادت ارتفاعا، ضحكاتها مازالت تملأ جنبات البحر، تهرب مني بدلال، أحاول أن أمسكها، تتراجع في خفه، رغم علو البحر وغضبه، أختفت تحت موجه عالية، ظلت ابتسامتي على وجهي ثابتة، تلفت حولي متصورا أنها تلعب معي ومختفية تحت الماء، ناديت عليها لم أجدها، هدأت موجات البحر الغادرة، وسكت البحر عن صرخاته ، وتركتي وحيدا ، بعد أن أخذ حبيبتي، شممت رائحة السخرية وأنا أخرج إلي اليابس، " هي نفترق قليلا" هي قالت ذلك.
***************************
حلم 14_________________ اللحمة _________________
دخلت السوق المزدحم، وتعجبت من هذا الازدحام الشديد، على الرغم من ازدحام السوق كل يوم، ولكن هذه المرة ازدحام فوق العادة، اخترقت الكتل البشرية الثقيلة وكأنها مازالت تتعلم الخطو، سمعت صوت الرجل في مكبر الصوت وهو ينادي على بضاعته،" حطمنا كل الأسعار ، الكيلو ب 5جنيه ، كيلو اللحم ب م 5جنيه، أقرب يا غلبان، أكل ولادك ب5 جنيه"..
اقتربت أكثر وأنا سعيد وغير مصدق، كيلو اللحم ينخفض من 40 إلي 5 جنيه ، كيف يعقل هذا؟، وجدت نصبة كبيرة وحولها الناس صفوف منتظرين نصيبهم من هذه اللحمة الرخيصة، دققت النظر في اللحم المعروض، أغمضت عيني وفركتها ثم نظرت مرة أخري، أطلقت صيحة فزع وأنا أتراجع ، اكتشفت أن اللحمه المعروضه ما هي إلا بني أدمين معلقين على خطا طيف بدون رؤوس ومسلوخين تماما عن جلودهم ، رأيت صبي الجزار يقطع ذراع ثم يضعها على الميزان ويصرخ قائلا : 3 كيلو آقطع يا أستاذ..
هربت من كل هذا ، ودخلت محل الجزارة الذي أتعامل معه دائما ، فحمدت الله عندما وجدت لحم البهائم معلقا كما هو، وتعلق نظري بصاحب المحل ، وكأنها تستغيث به من هذا الجمع المتوحش خارج المحل ، سألته عن الذي يحدث خارجا ، فرأيته حزينا لكساد بضاعته منذ عرض اللحوم الرخيصة في تلك الشوادر حول السوق كله، ولكنه تلفت يمينا ويسارا وقال لي في خفوت: أنا أعرف طلبك يا بيه ، تعال معي ..
وجذبني لداخل المحل وفتح الثلاجة الضخمة .. وقال : أنا عارف أنك بتحب لحمة الرأس ، أختار اللي أنت عايزه، وأنا هشفيه وأجهزه.
هنا فقط تجمد الدم في عروقي وتقيأت ما بجوفي ، من هول ما رأيته ، رأيت رؤوس بني آدميين مكومة فوق بعضها متلطخة بالدم الأحمر الأسود المتجلط.
نظرت للمعلم ، ثم تركته دون أن أنطق بكلمة واحدة .
***************************
أحمد الفلكي
-------------------------
مصر لسه بخير
-------------------------
فليتحرك القطار من المحطة................